قروي في أزمة !

منذ سنوات طويلة غادر قريته الصغيرة لظروف لا دخل له فيها ... فوجئ بعالم أوسع وحياة أرحب .. مدينة واسعة بضجيجها وكثرة ساكنيها واختلاف عاداتهم وتقاليدهم ... مبانٍ شاهقة ، وأماكن للتسلية ومحلات تجارية كبيرة يزدري بمرآها دكان قريته الصغير .


تذكر القرية التي لا يوجد بها إلا أناس قلائل يحفظ أدق تفاصيل ملامحهم والكثير من تفاصيل يومياتهم المتواضعة ، أناس لا همَّ لهم سوى الحصول على ما يسد الرمق وأداء العبادات الدينية دونما تأخير وطلب الله في الستر والعافية ... وهو بطبعة يميل نحو التمدن – ولا أقول الانفتاح – فَكَرِهَ القرية وهجرها إلى غير رجعة غير أنه يحرص على استعادة شيئاً من ذكرياته فيها استجابة لإملاءات الظروف الآنية كمقابلة إحدى لداته اللذين لا زالوا متعلقين بها كدلالة رمزية على أن من طبعه الوفاء لمن عايشهم يوماً ما .

اكتسب من المدينة شغبها وضوضائها والتفاف طرقها فألف الدعابة حيناً وكثير من المراوغة أحياناً أخرى ، تغشاه السكينة – نادراً _فيظهر التسامح ويغلبه الطيش دائماً فيرمي بشررٍ ذات اليمين وذات اليسار ليشبع نفساً مأزومة تاهت في طريق السير بين مدينة كبيرة وقرية نائيه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More