إضاءات :
" تفترض المشاركة مسبقاً أنك تتعامل مع أشخاص ناضجين وأذكياء ومقتدرين ومتعاونين ، وإذا لم يكن العاملين متصفين بتلك الصفات فإن المشاركة تفترض إمكان تشجيعهم ليكونوا كذلك "
" حين تجعل المشاركة الإسهام الفردي يعمل لصالح المؤسسة فإن ذلك سيكون مصدر قوه لها "
أربعة مبادئ في المشاركة :
المبدأ هو أساس الحكم والمقياس والمعيار ، وهناك أربعة مبادئ تتضمنها آلية الجودة :
· المبدأ الأول : الجميع يسعى إلى تحقيق الجودة : وهذا يعني أن المشاركة ليست اختياراً وأي شىء سوى ذلك سيشطر المؤسسة إلى فعَّالين ومتفرجين ، ولا يعني ذلك أن جميع العاملين سيكون مؤيداً متحمساً للجودة منذ اليوم الأول بل يعني أن المخطط سيسمح بأداء كل فرد دوراً في التطوير المستمر للمؤسسة وإن لم يشرع أحد في ذلك إلا بعد أشهر من البداية الرسمية لتطبيق الآلية .
· المبدأ الثاني : لكل واحد عملاؤه وبتحديد مدلول كلمة " عميل " الذي يذهب إلى أنه " كل شخص تقدم له خدمة أو منتجاً أو معلومات " فإن الفرصة الممنوحة لكل عامل بأن يكون فاعلاً في عملية التطوير المستمر سوف تتعزز .
· المبدأ الثالث : لكل شخص أهداف تتعلق بالجودة وفي الآلية المدروسة للجودة سيكون لكل عامل فهم للكيفية التي يدعم بها تحقيق أهداف المؤسسة .
· المبدأ الرابع : التنفيذ معناه ارتقاء المستويات الأدنى في المؤسسة إلى مستوى الإدارة العليا ، أما الالتزام والدعم فيتحقق بنزول المدراء إلى أماكن العمل ويجب أن يكون لآلية الجودة هيكل محدد حتى يستطيع كل منتسب التأثير في النظام ولا يقتصر الأمر على تأثير النظام في كل فرد .
المحاسن والمساوئ في مشاركة العاملين :
قدَّم البروفيسور " ديفيد ليفين " و " جورج شتراوس " من جامعة كاليفورنيا ورقة عمل كان عنوانها " مشاركة العاملين " تضمنت تحليلاً للمنافع النظرية الناتجة من مشاركة العاملين :
1- قد تؤدي المشاركة إلى اتخاذ قرارات أفضل ففي أكثر الأحيان يكون لدى العاملين معلومات تفتقد الإدارة العليا إليها ، وفوق ذلك تتيح المشاركة الفرصة لسماع آراء مختلفة .من جانب آخر قد يكون العمال أقل خبرة من المدراء فيبنون قراراتهم على أسس مختلفة وحين تشترك مجموعات في اتخاذ القرارات فإن ردود الفعل على التغيير ستكون بطيئة .
2- يميل الناس إلى اتخاذ القرارات التي يبرمونها بأنفسهم ليس لأنهم يعرفون جيداً ما يتوقعون منها فحسب بل إن ذلك يساعدهم على الالتزام بها .
3- قد تشبع عمليات المشاركة وحدها حاجات لا علاقة لها بالأمور المادية مثل الإبداع والانجاز والاستحسان الاجتماعي .
4- قد تحسِّن المشاركة مستوى الاتصالات والتعاون وفي هذه الحالة فإن العاملين يتصلون يبعضهم بدلاً من أن تتوسط الإدارة في ذلك وهذا يقلل من إضاعة الوقت .
5- يُشرف العاملين المشاركون بأنفسهم وذلك يقلل الحاجة إلى مراقبين دائمين فينقص ذلك تكاليف العمل .
6- تعزز المشاركة الشعور بالقوة والكرامة ، ويصبح التراجع عن " حق " المشاركة أمراً صعباً إذا ما أقرت وترسخت .
7- تزيد المشاركة من إخلاص العاملين واندماجهم بالمؤسسة اندماجاً عاطفياً وثيقاً إذا ما نفذت آراؤهم الخاصة .
8- تؤدي المشاركة في الغالب إلى تحديد الأهداف وذلك حافز قوي للعمل .
9- تُعلِّم المشاركة العاملين مهارات جديدة وتساعد في تدريب القادة وانتقائهم .
10- إذا ما نفذت المشاركة في إطار جماعي فسيظهر عنصر جديد وهو ضغط الجماعة للعمل وفق القرارات المتبناة وإطاعتها .
ولا تخلو المشاركة من مساوئ منها : إعادة تدريب العاملين والمدراء وربما لحقتها إعادة تخطيط تقني ، كما أن إخلاص العاملين واندماجهم بالمؤسسة قد يؤدي إلى أن تتحد المجموعات المشاركة المتعاضدة ضد الإدارة لتحدد الإنتاج وتمنع التغيير ، ومن جانب آخر فليس عند كل شخص الرغبة القوية في الإبداع والانجاز أثناء العمل فقد يشبعها بعيداً عن العمل .
وفي كل الأحوال فإن محاسن المشاركة ترجح المساوئ في أغلب ميادين العمل وتؤدي إلى زيادة الإنتاج إذا ما قدمت على نحو ملائم ، ويستغرق ظهور نتائج التحسين في خطط المشاركة وقتاً وجهداً " وهما استثماران " .